📖اسم الكتاب: المنقذ في الأديان (دراسة تاريخية مقارنة)
👤تأليف: نور ناجح حسين
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ٢٢٣
📖يسعى كل أصحاب الديانات - بل والحركات الوضعية وحتى المنظمات الإنسانية وغيرها - إلى تقوية البنى التحتية لما هم عليه لما في ذلك من عامل مهم وحيوي لاحتواء الأتباع واستقطاب الأنصار.
وحتى يحصلوا على ذلك العامل، فإنهم يعملون على تجميع مفردات علمية وأخرى عملية تؤدي بالنتيجة إلى رسم صورة واضحة القوة راسخة الجذور، لتمتد إلى النفوس. وهذه العملية تنتج ثمرة مزدوجة لـ:
١- ضمان قوة الدين أو الحركة وفق الأسس الموضوعية للقوة - علمية كانت أو عملية -.
٢- ضمان تبعية كل من يطلع على تلك الأسس الموضوعية للقوة، هذا أولاً.
وثانياً: الوجدان حاكم بأن القضية كلما كانت عامة، وكلما كانت جذورها موجودة عند أكثر العقلاء، فإن عنصر القوة مضموناً يكون موجوداً فيها، لذا، كانت من القضايا البديهية التي لا يختلف فيها عاقلان هي القضايا الفطرية والأولية، كقضية (الكل أكبر من الجزء) وقضية (الممكن محتاج حدوثاً وبقاءً إلى الواجب).
وثالثاً: أن القضية المهدوية - حسب أتباع أهل البيت (عليهم السلام) - هي قضية لها من الأهمية العظمى ما يجعلها مفصلاً حيوياً يميز المؤمن عن غيره، وذلك لوجود مئات الروايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام)، ما يجعلها قضية متواترة لا تقبل التكذيب أو الشك.
بالإضافة إلى عنصر القوة هذا، فإن لها عنصر قوة آخر، هو أنها ليست قضية خاصة بالشيعة ليقال بأنها من وحي خيالهم أو ليقال إنها فكرة برزت عندهم كردة فعل ضد الظلم والتهميش الذي وقعوا فيه منذ أوائل أزمنة تواجدهم.
وإنما هي قضية ممتدة الجذور في كل المذاهب الإسلامية بل والديانات السماوية، ليس هذا وحسب، بل والديانات والحركات الوضعية، الأمر الذي يكشف عن وجود توجه فطري لدى (الإنسان) يدفعه إلى الإيمان والاعتقاد بوجود منقذ للأرض ولو بعد حين، وما مدينة أفلاطون الفاضلة، ولا (سوبرمان) برناردشو إلّا حكاية عن هذا التوجه العام لدى البشرية.
وإذا كان عنصر القوة الأول موضع اهتمام الكثير من الأقلام الهادفة، فإن العنصر الثاني لم يأخذ حقه من أقلام المفكرين والباحثين، الأمر الذي يعني ضرورة الاهتمام بتقليب الأوراق وكشف ما سُتر فيها من حقائق تتعرض لهذه القضية الإنسانية العامة.
الكتاب الذي بين يديك - وهو جزء من متطلبات شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي تقدّمت به الباحثة إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الكوفة - هو محاولة جادة لكشف تلك الأوراق وبطريقة مقارنة، وهو يكشف عن جهد - تشكر عليه - بذلته في تجميع الأقوال التي تعرضت للمنقذ والمقارنة بينها، فكان بحق مما يستحق التقدير، ونسأل الله تعالى أن يجعله ذخراً لها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إنّنا إذ ندعو الله تعالى أن يوفق الباحثة لتكون عنصراً فعّالاً في عملية التمهيد - وجميع المؤمنين كذلك - فإننا ندعو جميع الباحثين إلى أن يضعوا ضمن خططهم المعرفية الكتابة في القضية المهدوية التي مازال الكثير من جوانبها بحاجة إلى تأليف وبيان، مع استعداد مركزنا لإعطائهم الخطط البحثية الكاملة لرسائل الماجستير والدكتوراه، ولتحقيق وتصحيح وطباعة ونشر رسائلهم الهادفة في هذا المجال.
📖اسم الكتاب: معالم مهدوية
👤تأليف: الشيخ نزار آل سنبل القطيفي
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: جلد
📑عدد الصفحات: ٢٢٣
📖 حينما تُسرع الفتن في مجتمعاتنا وتهبُّ العواصف التشكيكية في خَلَجات قلوب الضعفاء من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ينبري العلماء لمسك دفَّة سفينة الاستقامة ورفع شراع الأصالة تطبيقاً لقوله: «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه».
ونحن اليوم في خضمِّ معركة تشكيكية شرسة تحاول النيل من سواحل عقيدة الإماميَّة الاثني عشرية في واحدة من أهمِّ مبانيهم الفكرية - وبالأحرى من أهمِّ المباني الإسلاميَّة عموماً - وعقائدهم الأصيلة، ألَا وهي عقيدة المهدي المنتظر الموعود (عجّل الله فرجه).
كما وفي نفس الوقت نحن نخوض حواراً داخلياً صعباً يريد استلاب العقيدة وحرفها عن الجادَّة القويمة وتأطيرها بإطار أدعياء المهدوية مستنداً إلى نسج حالة من الضبابية الفكرية والغنوصية الباطنية لكي يسيطر على الساذج من العقول والسطحي من الأفكار.
نعم نحن بين معركتين الأُولى تحاول جاهدة إنكار العقيدة من الأساس والتهجُّم على معتقديها بأنَّهم يعيشون حالة من النرجسية والمثالية الناتجة عن طول الاضطهاد والقهر والاستضعاف، لذلك نسجوا في خيالهم المنقذ العالمي والمخلِّص المقتدر حتَّى يحافظ على وحدة كيانهم وعدم ذوبانهم في الكيانات الأُخرى، ومن ثَمَّ ضياعهم واضمحلالهم، متناسين أنَّ هذه العقيدة - المهدي المنتظر - هي أصيلة بأصالة الإسلام، بل بأصالة الديانات الإلهيَّة الكبرى، وهذا القرآن يصدح قائلاً: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: ١٠٥).
كما أنَّ من آمن بها ليسوا من صنف المستضعفين والمقهورين دائماً، بل آمن بها وحاول تقمُّص شخصيتها الحاكمون والطغاة أيضاً سواء في العصر الأُموي أو العبّاسي، وقبل هذا وذاك هي عقيدة بشَّر بها نبيُّ الرحمة (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أكثر من (٥٦٠) رواية من الطرفين، ومئات الروايات عن ذرّيته المعصومة (عليهم السلام).
أمَّا المعركة الثانية فهي محاولة التسلُّق على أكتاف آل محمّد، وذلك بالادِّعاءات الكاذبة، ومع كلِّ الأسف نجد البعض سواء عن طيب قلب أو خبث سريرة ينصاع لمثل هذه الشبهات وينخدع بمثل هذه الدعوات، وهذا ليس بالأمر الغريب أو الجديد، بل هو قديم بقِدَم رسوخ العقيدة المهدوية عبر قرون من الزمن، فها نحن أمام العبرتائي وهو أوَّل من نَصَبَ نفسه لمقام غير مقامه في بداية عصر الغيبة الصغرى وتبعه الآخرون أمثال أبي دلف والشلمغاني حتَّى صدر فيه وفي أمثاله لعائن الله على يد مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، وها نحن اليوم أمام ادِّعاء جديد وبابية وبهائية أُخرى، وهي دعوى (أحمد إسماعيل گاطع) أو ما يحلو لأصحابه تسميته (أحمد الحسن) أو اليماني أو عشرات غيرها من الألقاب المستلبة التي يحاول تجريدها من مقام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) وتكريسها لنفسه الضعيفة والأمّارة.
ولذا فنحن بحاجة ماسَّة إلى أمرين مهمّين: الأوَّل تأصيل العقيدة المهدوية وترسيخها في قلوب شبابنا ومجتمعنا، والثاني تفنيد الشبهات وحلُّ الإشكاليات بصورة علمية متينة.
وكتاب (معالم مهدوية) - الذي بين يديك عزيزي القارئ - قد جمع بين الأمرين معاً، فهو يُؤصِّل للفكر المهدوي - وقد أفلح في ذلك ونجح أيّما نجاح - من خلال الأدلَّة العقلية والنقلية العامَّة والخاصَّة، كما أنَّه يجيب على الكثير من الشبهات القديمة والحديثة بأُسلوب رصينٍ خالٍ من التعقيد والإبهام، فهو بحقٍّ من مصاديق السهل الممتنع.